لقد مست تکنولوجيا الإعلام والاتصال الحديثة کل مناحي الحياة، و ساهمت في إحداث تغييرات جذرية داخل المجتمعات، کما تخطت الحواجز لتجعل العالم قرية واحدة يتواصل فيها الأفراد بسهولة. و بظهور شبکات التواصل الاجتماعي و الإبداع في تطوير الحواسيب و الهواتف النقالة، وکثرة و تنويع التطبيقات التي تتدفق فيها المعلومات أصبح الفرد عرضة للتأثير ، التوجيه، التثقيف و الإعلام.و بالتالي استطاعت هذه التقنيات تحقيق التقارب الإنساني ، و أتاحت فرص تبادل المعلومات و الخبرات و التجارب، و غيرت من نمط العلاقات الاجتماعية و طبيعة الحياة اليومية. لذلک فتحقيـق التوازن الاجتماعي العلمي الاقتصادي و المهني في أي مجتمع سواءا کان ناميا أو متقدما هو نتاج تظافر الجهود الإنسانية ، و من جميع أفراد المجتمع بما في ذلک أولئک الذين يعانون من مشاکل صحية و إعاقات جسمية و عقلية تحول دون ممارسة حياتهم العادية و التي کانت سببا في عدم استقرارهم النفسي و الاجتماعي. لذلک فمن واجب قادة الرأي اليوم هو تمکين ذوي الاحتياجات الخاصة من العيش کأسوياء على المستوى النفسي ، وعلى المستوى العملي حتى يحسوا بإنسانيتهم و کرامتهم و من ثم تمکينهم و تأهيلهم للمساهمة في خدمة المجتمع کعناصر فاعلة، و هذا لا يتأتى إلا من خلال توفير الشروط المادية و المعنوية و تسخير کافة الوسائط الاتصالية بغية دمجهم في الحياة العادية.